” السوايع” أفة التعليم ببلادنا…

بقلم: آمنة أحرات || تراجع منظومة التعليم مسلمة آمنا بها، و كيفية إصلاحها أمر أحرج العديد من المسؤولين الغير قادرين على التوصل لبعض الحلول الناجعة نسبيا، و بعد الخطاب الملكي الذي أصر على ضرورة القيام بهذا القطاع قامت الدنيا و قعدت، و اجتهد الكل في البوح بما يمكن ان ينقذ ماء وجه هذه المنظومة، ولكن الغريب أن كل الحلول وضعت في رفوف الانتظار لأجل غير مذكور.
إصرار بعض الآباء لإنقاذ أبنائهم من آفة الجهل و التخلف جعلهم يضحون بكل ما يملكون ، و حتى من لا يملك فإنه يظل حبيس تفكير في كيفية التصرف للخروج من هذا المأزق، مما دفع بالعديد ممن يجدر أن يسحب منهم لقب المعلم ان يستغل هذا الوضع و يفرض إجبارية ” الساعات الإضافية” و ياويل من يغيره في اتجاه معلم آخر،
حتى أضحت المنافسة رهينة بكل التصرفات الدونية لمعاقبة هذا التلميذ و لعل أبرزها في حرمانه من النجاح بشكل كلي. المفارقة الغريبة هنا هو عدم قدرة هذا المعلم لإيصال المعلومة بشكل صحيح داخل القسم ليتسنى له ذلك خلال حصة هذا الدعم،
و لا يقتصر الأمر هنا بالتعليم العمومي بل تخطاه للخصوصي ليتبين لنا جليا بأن أغلب العاملين بهذا القطاع و على هذا المنوال سماسرة و مستغلين لظرفية هذا التراجع. العديد من المواطنين مستنكرون لهذا الوضع خصوصا ذوي الحجة أو أصحاب الدخل المحدود ، ومنهم الميسورين الذين يسايرون هؤلاء في مثل هذه الأفعال ولكن مجبرون لا أبطال.
هذا لخلل يشمل جميع المستويات بحيث لا يسلم منه حتى المستويات الجامعية ليتبن للكل بأن هذا الجشع يحول و ارتفاع مستوى أبنائنا التعليمي، و يكثر بيننا فكرة الاحتكار للمنتسبين لهؤلاء أو حتى على شاكلة “باك صاحبي” و المتوجهون للمناصب المهمة في هذا المجتمع، مما يسقط فرضية الاجتهاد الذي يولد فكرة الجودة و الاتقان،
فإلى متى سيظل الأمر مسكوتا عنه و تظل الأطر الضعيفة سيدة الموقف و مسيطرة على مراكز القرار العشوائي و اللامسؤول و يظل الكلام ترويحا عن النفس حتى في القنوات الفضائية؟؟؟؟