سعيدة فكري تعود لأرض وطنها المغرب لتغني في مهرجان موازين

أجرت الحوار إيمان بلحاج في الرباط- 29/05/08

تحدثت سعيدة فكري مؤخرا لمغاربية في هذا الحوار عما أسمته دور المغنية في أن تكون "سفيرة للسلام". المغنية التي تقطن حاليا في الولايات المتحدة قدمت مؤخرا عرضا غنائيا في مهرجان موازين بالرباط.

مغاربية : كيف كان إحساسك وأنت تعانقين الجمهور المغربي بعد سنوات من الغياب؟

سعيدة فكري : اشتقت كثيرا إلى جمهور بلدي الذي كان سندي الوحيد في الغربة، وقد كسر مهرجان موازين الحصار الذي عشته على المستوى الفني، باستدعائي لإحياء حفل فني إلى جانب فنانين عالميين. وهذا تكريم أعتز به كثيرا، خصوصا وأنني وجدت جمهورا متعطشا لألحاني، حافظا لكل الأغاني التي قدمتها، الشيء الذي جعلني أنسى كل آلامي.

مغاربية : تقصدين آلام الغربة أم آلام الحصار؟

فكري : هما معا؛ لأنني هجرت وطني بسبب الحصار الذي عشته على المستوى الفني وبسبب الجفاء. كيف يعقل أن تحتفي دولة أجنبية بفني ويتجاهلني بلدي. هذا ما شعرت به عند إصداري أول ألبوم لي "سألوني عن العذاب" عام 1994 الذي حقق صدى طيبا واستدعتني على إثره الحكومة البلجيكية حيث قدمت حفلات هناك وحظيت باهتمام إعلامي دولي واسع وعندما عدت إلى المغرب لم يلتفت لي أحد وقوبلت بالتجاهل الذي ما زلت أؤكد أنه كان تجاهلا مدبرا.

مغاربية : من تجاهلك بالضبط؟

فكري : الجهات المسؤولة والتلفزيون وكل وسائل الأعلام؛ لأن أغنياتي كانت نبضا صريحا من معاناة المجتمع وأعتقد أن وسائل الإعلام هي الأخرى كان عليها حصار في ذلك الوقت بحيث لم يقدر أحد على مساندتي سوى الجمهور الذي كان يعلن مؤازرته لي عبر الانترنت.

مغاربية : لماذا اخترت الأغنية الملتزمة؟

فكري : لم يكن اختيارا وإنما إحساس تربى في داخلي. إنها طبيعتي وشخصيتي فأنا أرفض الظلم والعنصرية وهي مبادئ تربيت عليها وأعتقد أن العالم مليء بالكراهية والخداع. ولا يمكن لأي إنسان يحب الحياة إلا أن ينتفض ضدها مطالبا بعالم يسوده الحب والسلام.

مغاربية : وهل ستواصلين ثورتك على الظلم والعنصرية؟

فكري : طبعا. فالسلام والحب سيظلان مطلبي الوحيد خصوصا ونحن نرى ما يعيشه العالم من حروب وتوترات. إن من واجب الفنان الآن أن يكون سفير سلام ومحبة وهذا ما أطمح لتحقيقه من خلال أغنياتي وأنتم تعلمون أنني أصدرت شريطا غنائيا في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان "عالم واحد" يتغنى كله بالسلام والتعايش.