إعلانات
مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 227 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 227 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 289 بتاريخ الجمعة نوفمبر 15, 2024 5:55 pm
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
الوطنية و الحرية
صفحة 1 من اصل 1
الوطنية و الحرية
ـ ما عجبت لأحد قط عجبي ممن يدعي الوطنية ، ويزعم أنه يفدي الوطن بدمه وماله ، ثم تراه شديدا في تخريب صياصيه ، بما يأتيه من ضروب النكاية فيه .
ـ ليس كل من ينادي بالوطنية وطنيا ، حتى تراه عاملا للوطن بما يحييه باذلاً ما عزّ و هان في سبيل ترقيه يسعى مع الساعين في إعلاء شأنه ، ، وينصب مع الناصبين في حفظ كيانه .
ـ أمّا من يسعى فيما يفتُّ في عضُده ، و يكسر في ساعده ، فقد بعُد ما بينه وبين الوطنية ، ولو رفع عقيرته ، وملأ الأقطار صراخًا ، ونادى في الأمة : أنْ أني من الوطنيين المخلِصين . الوطنية الحق هي حبّ إصلاح الوطن ، والسعي في خدمته . والوطني كل الوطني من يموت ليحيا وطنه ، و يمرض لتصحّ أمته .
ألا إن للوطن على أبنائه حقوقا ، فكلما لا يكون الابن ابنًا حقيقياً حتى يقوم بواجب الأبُوة ، فكذلك ابن الوطن ، لا يكون ابنًا بارًا حتى ينهض بأعباء خدمته ، ويدفع عن حِماه المؤذين ، ويذود عن حِياضه المدلِّسين
ـ و من هذه الحقوق تكثير سواد المتعلِّمين ، المتخلِّقين بصحيح الأخلاق ، المغروس في قلوبهم تلك الحكمة المشهورة : " حبّ الوطن من الإيمان " وذلك لا يكون إلا ببذل المال في سبيل المصالح العامة، وإفراغ الوسع في تشييد المدارس ، التي تنفُثُ في روع النابتة روح الوطنية ، وتنبت في نفوسهم غراس الفضيلة والعمل الصالح ، و تُهيبُ بهم لينهضوا – متى بلغوا الرجولية – إلى خدمة هذا الوطن التعس . الذي ضره أبناؤه ، أكثر مما ضّر به أعداؤه .
ـوعن هؤلاء النابتين تصدر مقومات الحياة لهذه الأمة التي كادت بسبب خمولها وجمودها – تكتب في الأسفار الأمم المُنْدرِسة .
متى نشأ هؤلاء التلاميذ – الذين يربون تلك التربية الصحيحة –ودخلوا معترك الحياة الاجتماعية ، كان منهم ما لا عين رأت . ولا أذن سمعت ، ولا على خطر على قلب بشر .
ـ التربية الحق روح الحياة والعلم دم الوطن . ولا تمكننا الحياة السعيدة إلا بها ، فالتربية تدفع إلى السعي والعمل ، والعلم يرشد إلى الطريق السعادة .
ـ نحن في حاجة إلى المصانع الوطنية . والتجارة الوطنية : لتنال البلاد الاستقلال الاقتصادي ، وتتخلّص من نير الحاجة إلى الأجانب فمن سعى نحو استقلال الوطن وتخليصه من مدّ يده إلى غيره ، كان الرجل الوطني الذي تنحني أمامه الرؤوس إجلالاً .
ـ إن لكل نتيجة مقدّمات . ومقدّمات الاستقلال تربية الناشئين وتعليمهم ليكونوا يد الوطن العاملة ، وروحه المقوِّمة ، ودمه الجاري في عروقه ، فعلِّموا الأولاد ، تسعد البلاد .
ـ حب الوطن ملكة من ملكات النفس ، لا ينكرِها إلا الأفّاكون أو الواهمون وإنما يصدِف النفس عن هذا الحبّ فساد في التربية ، أو خلل في الدِّماغ ، أو عرق كان أجنبياً فهو يدفع الدّخيل إلى معاداة وطن فيه وُلِدَ ، وفي أرضه نشأ ، وبلبانه تغذى ، ويجعله يحن إلى أرض لم يعرفها ، سوى أنها كانت منشأ أبيه أو آبائه من قبل ، ويشوقه إلى قوم يعرف عنهم ولا يفهم لغتهم ، ولا تجمعه بهم جامعة ، سوى انه كان منهم ، ويا ليت من كان مثله ، يكتفي بذلك الحنين فلا يسعى لانتقاص وطن آواه ونصره ، بعد أن لفظت آباءه بلادهم لفظ النواة ، ولا يعمل لإحباط كل مسعى يسعى لإنهاضه.
فإليك ، أيها الناشئ الكريم ، تُبسط يد الرجاء ، فانهض ، رعاك الله ، للعلم ، وتخلّق بأخلاق أسلافك ، فإنّ الوطن يناديك : إني لك من المنتظرين .
واحذر أولئك الدسّاسين ، وتيقَّظ لحبائلهم ، وتنبَّه لشرورهم ، فهم داء وطنك العُضال ، والسَُّّمُّ القتال . وما نهك الوطن من قبلُ ، وما يعمل على إضعافه من بعد ، إلا هؤلاء المجرمون . فإنهم أعدى الأعداء وأدوى الأدواء .
فكن عليهم الخطبُ النازل ، والداء القاتل ، والموت الزّؤام ، والعين التي لا تنام . وإياك أن يطيب لك المقام ، قبل أن تريش السهام ، وتقف بالمرصاد ، لأهل الفساد .
فحقق الأمل يحي بك الوطن .
الحرّيـــــة
إن للأمم آجالاً ، وأجل كلّ أمّة يوم تفقِد حريتها ، الحرية هبة من الخالق للمخلوق ، يصرفها فيما يعود على نفسه وعلى غيره بالسعادة والخير .
وتدلّ في اللغة على معنى الخلوص ، فالحر : خلاف العبد لخلوصه من الّرق . وحرُّ كل شيء : خياره . و الحرّ من الطين والرمل : هو الطيب منهما . و رملة حرة ، أي صالحة للإنبات , وحر كل أرض : أطيبها .
فأنت ترى أن هذه المادة تدلّ على الطهارة والجودة ، وخلوص الشيء ، مما يكدّر صفاءه وجودته .
و الحر – بالمعنى المدني الصحيح – من كان خالص التربية و ، نقي النفس ، متمسكاً بالفضائل ، نافرًا من الرذائل ، كاسرا عنه قيود العبودية ، عاملاً بما يطلبه منه الواجب .
إنّ الإنسان لم يخلق ليكون عبد غيره ، و لا ليكون كرة تتقاذفها الأهواء وتعمل على تحريكها أيدي الزعماء ، وتصرفها حسب رغائبها نفوس الكبراء ، بل خلق ليعمل منفرداً ومجتمعا بمقتضى السّنة الإلهية العامة وهي الحرية .
ولم تثلب هذه النعمة الربانية الكبرى – من كثير من الناس – إلا بسبب ما أفسده الظالمون من نفوسهم ، فلم يدعوا إلى تنوير أذهانهم بالعلم سبيلا ، لأن الظالمين يعلمون يقينا أن العلم الصحيح يهدي إلى معرفة الحقوق، فهو الشرارة التي توقد في النفوس الهمم ، وتربأ بالعاقل ، أن يكون آلة تديرها المحركات الاستبدادية .
وقد قال عمر بن الخطاب لعمر بن العاص ، يوم ضرب ولده القبطي : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ".
ألا إن الحر لا يكون حرا ، إلا إذا تهذبت نفسه ، و تمت فيها ملكة الإرادة ، وحظي من العلم الصحيح بحظ غير قليل ، ثم أقدم على تحرير نفسه من ربق ، من يملكها بالقوة و الجبروت فمن لم يكن كذلك فقد شسعت بينه وبين الحرية المساوف ، وكان بينهما مفاوز جمة المخاوف .
ليس بالحر من اتخذ الحرية عنوانا للرذائل ، وطريقا للمفاسد ، وسيفا يجتاب به أردية العفة ، و رمحا يطعن به الفضيلة ، وسهما يمزق أعراض الناس .
وليس من الحرية أن يفعل الإنسان ما يضر به و بغيره : من إسراف في الأموال ، و إضاعة للإنسانية ، و إباحة للمنكرات ، وسعي في إفساد الهيئة الاجتماعية ، بما يأتيه من ضروب الإيذاء والنميمة والغيبة . والعدوان وغير ذلك من نقائص الأخلاق .
إنّ كثيرا من الناس يدعي الحرية ، وقد لبس لبوس العبودية ، فهو أسير لشهواته ، عبد لزعمائه وأمرائه ، مملوك لنفسه الأمّارة ـ تدفعه إلى الموبقات فيجيب وتحفزه إلى السعاية بغيره ، والضرر به فيطير إلى تلبيتها , وإن دعاه داعي العقل إلى ما يحييه ، وأهاب به حادي الوجدان إلى ما يعليه ، وناداه منادي الشهامة إلى ما ينهض بشعبه و يقويه ، تصامَّ عن النداء ، أو سلك طريق المِراء ثم هو ، بعد ذلك ، يدعي أنه إنسان حرّ . وما الإنسانية والحرية إلا عاملان للعمران، و ركنان للاجتماع .
أية أمة أرادت أن تكون في ذروة من الحضارة سامية . ومكانة من السعادة عالية ، فعليها أن تربّي أفرادها على الحرية الصحيحة ، وتغذّي أبناءها بدرِّها الطهور الخالص ، فانهضوا أيها الناشئون ، إلى الحرية الخالصة ، الخالية من شوائب المدلِّسين ، فإنها سبيل النجاح ، وهي الحياة السعيدة .
[color:7d53=#00f]
rouka- عضو فعال
- عدد الرسائل : 604
العمر : 28
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
مواضيع مماثلة
» الحرية,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
» 19 شهيدا وعشرات الجرحى باقتحام اسطول الحرية
» لقاء تواصلي بأكاديمية تطوان مع الجمعية الوطنية لمديري ومديرات الثانويات العمومية بالمغرب
» 19 شهيدا وعشرات الجرحى باقتحام اسطول الحرية
» لقاء تواصلي بأكاديمية تطوان مع الجمعية الوطنية لمديري ومديرات الثانويات العمومية بالمغرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت يونيو 18, 2022 12:32 pm من طرف Admin
» دوري رمضان المدرسي الأول لـ عمر بن عبد العزيز ترسيخ للتكامل بين الرياضة و الدراسة
الثلاثاء مايو 24, 2022 10:33 am من طرف Admin
» التلميذ هيثم البردعي رائد السرد و حامل مشعل إعدادية عمر بن عبد العزيز
السبت مايو 21, 2022 11:32 am من طرف Admin
» أبطال عمر بن عبد العزيز يتألقون في البطولة الإقليمية لإلعاب القوى
الثلاثاء مايو 17, 2022 10:17 am من طرف Admin
» رَائدات ورُوّاد عمر بن عبد العزيز للّغة العربية في حضرة محمد عابد الجابري
الإثنين مايو 16, 2022 7:15 pm من طرف Admin
» رُوّاد عُمر بنُ عبد العزيز للُّغة العَربية يَتأهَّلون للإقصائيات الإقليمية
الثلاثاء أبريل 26, 2022 5:54 pm من طرف Admin
» صغار عمر بن عبد العزيز يواصلون تألُّقهم رغم الإقصاء
الأحد أبريل 03, 2022 6:45 pm من طرف Admin
» فريق ثانوية عمر بن عبد العزيز الإعدادية لألعاب القوى يحصد سبع ميداليات جديدة
الخميس مارس 31, 2022 11:46 am من طرف Admin
» صغار عمر بن عبد العزيز يخطفون الكأس ( صور )
السبت مارس 12, 2022 8:39 pm من طرف Admin
» ثانوية عمر بن عبد العزيز تحتفل بعيد الاستقلال
الخميس نوفمبر 19, 2020 4:17 pm من طرف Admin