إعلانات
مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 123 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 123 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 289 بتاريخ الجمعة نوفمبر 15, 2024 5:55 pm
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
الدين و الاعتدال
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الدين و الاعتدال
الدِّيـــــــن
حقّ العلاء ، لأنفُس طهُرتْ ،
عنها تناءى الفُحش والفندُ
لبست دثار العلم ، و ادَّرعَت
بالدِّين فهو لمجدها عمد
فالدِّين ، لولاه لما انقطعت
عن عقل هذا العالم العُقد ،
ولما استقام لأمرهم عِوج
ولما أقيم لميلهم أود
ولأنجدوا ، يعلوهم غطش ،
ولأتُهِموا يجفوهم الّرشد .
الدِّين الصَّحيح نِبراس المدنية ، والعمل به رائد الإنسانية .
الدِّين وضعٌ إلهي ، وحاش لله أن يأمر عباده بما يقعدهم عن العمل الصالح ، ويصدفُهم عن المعيشة الراضية .فالمدنية الصحيحة هي الدِّين الصحيح ، فإن لم يكن كلّ منهما عينَ الآخر ، فهما شقيقان ، أبوهما الحقُّ ، وأمُّهما الحقيقة.
ـ ما أسعد الناس إلا الدِّين ، وما أشقاهم ألا ترْكهُ ، أو التمسك بقشوره وإهمال لُبابه .
الدِّين سيف ذو حدين فإن أحسن المنتسب إليه استعماله كان عونا في الشدائد ، ومرشدًا في الفلوات ، ومصباحًا في الظّلمات ، وإن أساء انتضاءه ضرَّ به وبغيره . وإنَّ ما نراه من شقاء كثير من المتدّينين ، إن هو ناشئ إلاّ من جهلهم بالدِّين ، وبُعدهم عن جوهره النقي ، الخالي من الشوائب ، المنزّه عما دسَّه فيه الدّسّاسون ،وعن أعمال من لا يعرفون منه إلاّ الاسم وبعض الأعمال الظّاهرة ، وعن أغراض الذين اتخذوه ملعبا لأهوائهم، ومركبا لسافل مقاصدهم .
الدّين اليوم شبَح لا روح له ، و ألفاظ أضاع الناس معناها ، وقد اتخذ ه المتلبّسون به حبالة لاصطياد عقول العامّة ، و وسيلة لتعظيمها إياهم ، وإتراع حقائبهم من أموالها . وهم ليسوا من الدِّين في شيء ، بل هناك جهل مطبق ، وأخلاق وضيعة ، ونفوس ضعيفة . ونفور من صالح الأعمال ، و بُُعد عن هدف الحقيقة . وأكثرهم عبدة أوهام ، وسدنة تقاليد ، وأُجَراء أهواء .
إنَّ العامَّة غير ملومة إن اعتقدت ما لا أصل له في الدِّين ، إنمّا الملوم أولئك الذين يسمُّون أنفسَهم خاصَّة ، وهم يدسُّون في نفوس العامَّة ما لا يتفق مع الّشرع ، و ينشرون فيهم من الإفك ما يسمِّمون به العقول ، و يوسع مسافة الخُلف بين أبناء الوطن الواحد .
ضرر الدِّين من رجلين
رجُلٍٍ ظنَّ دِين الله في ترك الدُّنا
ورأى الإِعراض عنها أنفعا .
و هو ، لو جاءته منها بدرة
طلّق التقوى ، وعاف الورعا
فهو لا زُهدًا بها عنها نأى ،
لكن الجِدُّ يُذِيبُ الأضْلُعا
خاف أن يسعى ، فيُدْمِي رِجْلَهُ ،
فرأى الرّاحة فيما صنعا .
ليس بالزّاهِد في الدنيا امروءٌ
يلبسُ الصوف ، ويهوى الرُّقَعا
إنّما الزاهد في الدنيا امروء
عفَّ نفسًا ، فأبى أن يخْنعا .
و رجُلٍ يدعو إلى باطل بِاسْمِهِ ، و يُكفِّر سِواه ، أو يُبَدِّعُهُ أو يُفَسِّقُهُ ، لِتَظنَّ العامَّة أنَّهُ مُتَدَيَّنٌ ، وهو بعيدٌ عن الدِّين بُعْد السّماء عن الأرض.
فأحذر أيها النشء الصالح ، هذين الرّجلين ، فهما آفةُ الدِّين .
الدِّين نور ، وعمل هذين ظُلمة ، الدِّين حقٌّ ، وعملهما باطل ، الدِّين عُمران و ما يدعوان إليه خراب .
لا تظنَّ الدِّينَ ما يُملي الهوى ،
ليس دين الله تلك البِدَعا
إنّما الدِّين ضياءٌ لَمعا
- فاستنار الكونُ لمَّا سطَعَا –
قبسَت منه المعالي شُعْلةً
صدعَت قلبَ الدُّجَا ، فانصدعا .
تمسَّكوا ، معشر الناشئين ، بدينكم . ولا تدعوا للمنتسبين إليه ، و هو بَراء منهم ، سبيلاً تفوزوا بالسعادتين ، وتنالوا الحُسنيين .
الاعتدال
من نشد الفضيلة ، فليطلبها في الاعتدال
فالاعتدال في الفكر ، والمذهب والمأكل ، والمشرب ، والملبس ، والبذل ، وكل أمر حسّي أو معنوي ، هو الفضيلة .
ومن لزم قصد السبيل ، كانت عاقبة أمره السلامة ، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم .
الاعتدال هو التوسّط في كل شيء .
الشجاعة فضيلة ، لأنها وسط بين نقيصتي التهور و الجبن . والجود فضيلة ، لأنه قصد بين رذيلتين : الإسراف والبخل .
وهكذا تجد كل فضيلة من الفضائل في الاعتدال ، أي : التوسط بين رذيلتين.
الذّكاء ، إن زاد أدّى إلى الخلل في الأعمال ، وحمل على أمور لا تليق بالعاقل ، و إن نقص كان بنقصه البله والغباوة .
والتّقوى ، إن جاوزت حدّها كان منها الوسوسة ، التي تؤدي في أكثر الأوقات إلى ترك العبادة والعكوف على أعمال الفسّاق العاصين .
لذلك نهت الشرائع السماوية عن الغلو في الدين ، وأمرت بإتباع القصد فيه ، وقد ورد في الحديث : ( إنّ المنبتّ لا أرضاً قطع ، ولا ظهرًا أبقى )
والعلم متى اتّسعت دائرته في الإنسان ، كانت عاقبته الجهل , و ربّما وصل من جاوز الحد في علمه إلى جهل كثيرًا من حاجات نفسه .
والقاعدة الشاملة أنّ كل شيء جاوز حدّه انقلب إلى ضدّه . وهي قاعدة تعمُُُّ الحيوان ، والنبات ، والجماد ، والمعقولات ، والحسِّيات ، والاجتماع والعمران .
فالعاقل من ألزم نفسه التوسط في الأمور والاعتدال في أحواله المعاشية ، والاجتماعية والدينية . فإنّ الاعتدال هو السلامة ، وما ضرّ الأمة إلا ترك الاعتدال .
فاعتصم أيها الناشئ بالاعتدال ولا تدع لشيطاني طرَفَي الأمر سبيلاً إليك ، فخير الأمور أوسطها لأنّ فيه الفضيلة والفضيلة نُجعة الرائدين .
المرجع :/ الشيخ مصطفى الغلاييني ـ كتاب ، عِظة الناشئين ـ منشورات المكتبة العصرية ـ صيدا ـ بيروت ـ لبنان ـ ص 72 و 112 ـ الطبعة الثالثة المجدّدة ـ -1975.
rouka- عضو فعال
- عدد الرسائل : 604
العمر : 28
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
c.borhan- عضو مساهم
-
عدد الرسائل : 214
العمر : 28
الموقع : تطوان
العمل/الترفيه : الرياضة
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 29/10/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت يونيو 18, 2022 12:32 pm من طرف Admin
» دوري رمضان المدرسي الأول لـ عمر بن عبد العزيز ترسيخ للتكامل بين الرياضة و الدراسة
الثلاثاء مايو 24, 2022 10:33 am من طرف Admin
» التلميذ هيثم البردعي رائد السرد و حامل مشعل إعدادية عمر بن عبد العزيز
السبت مايو 21, 2022 11:32 am من طرف Admin
» أبطال عمر بن عبد العزيز يتألقون في البطولة الإقليمية لإلعاب القوى
الثلاثاء مايو 17, 2022 10:17 am من طرف Admin
» رَائدات ورُوّاد عمر بن عبد العزيز للّغة العربية في حضرة محمد عابد الجابري
الإثنين مايو 16, 2022 7:15 pm من طرف Admin
» رُوّاد عُمر بنُ عبد العزيز للُّغة العَربية يَتأهَّلون للإقصائيات الإقليمية
الثلاثاء أبريل 26, 2022 5:54 pm من طرف Admin
» صغار عمر بن عبد العزيز يواصلون تألُّقهم رغم الإقصاء
الأحد أبريل 03, 2022 6:45 pm من طرف Admin
» فريق ثانوية عمر بن عبد العزيز الإعدادية لألعاب القوى يحصد سبع ميداليات جديدة
الخميس مارس 31, 2022 11:46 am من طرف Admin
» صغار عمر بن عبد العزيز يخطفون الكأس ( صور )
السبت مارس 12, 2022 8:39 pm من طرف Admin
» ثانوية عمر بن عبد العزيز تحتفل بعيد الاستقلال
الخميس نوفمبر 19, 2020 4:17 pm من طرف Admin