إعلانات
مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 226 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 226 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 289 بتاريخ الجمعة نوفمبر 15, 2024 5:55 pm
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
المدنية و التعاون
صفحة 1 من اصل 1
المدنية و التعاون
المدنيـــة
المدنيّة الحقّ سيرة تُكسب المتمدّن صِحّة في جسمه وعقله ، و تلبسه حلّة تُزينه في أهله وعشيرته و بيئته ، وتجعله سعيدًا في دنياه و آخرته .
فمن تردّى بردائها ، و سعى لها سعيها ، كان متمدّنًا و من فهمها على غير وجهها – فلبس غير ردائها – كان ممن طُمس على قلوبهم ، وضُرب بينهم و بين السعادة بأسوار لا تقوى على اختراقها مدافع الآمال ، بل تعيا عن بلوغ أعلاها نسور الأماني ، ويكلّ دون ذراها طرف الرجاء .
ما المدنيّة إلاّ أخلاق فاضلة ، تثمر ائتلاف الأفراد و اتحاد الجماعات ، وسعي و عمل ن يلدان عمران البلاد ، و ارتقاء الحالة الاجتماعية ، و إِقدام على تطهير النفس من الرذائل ، لاكتساب الفضائل ، وإحجام عن الضّرر بالناس و ابتعاد عن مناكر الأخلاق ، وبذل لتخفيف ويلات البائس و تشييد صروح المدارس .
كانت الأمم المشرقية ، وكان لها في المدنيّة صولة , وفي تثبيت أركانها دولة . ثم دارت عليها الدائرة ، فطرأ عليها ما طرأ ، مما خرّب عمرانها ، وبدّد تمدّنها ، سنة الله فيمن لم يعمل بقانون الاجتماع ، ولم يظلّ سائراً في سبيل الحضارة الصحيحة . فانتقلت علومها ومدنيّتها إلى قوم عرفوا فضلها ، فأحلّوها المقام الأرفع ، و وسّعوا لها صدورهم ، و زادوا فيها ما اقتضته سُنّة الترقي ، ودعت إليه الحاجة ، فبلغوا من الكمال في الحضارة مبلغاً جسيمًا ، و ساروا أشواطاً عظيمة فملكوا نواصي الأمم الخاملة. وأحكموا الشّكائم في أفواهها .
غير أن مدينتهم لم تخلُ من شوائب تخالط كل قوم استبحر عمرانهم ونمت حضارتهم . على أنهم ليسوا راضين عما دهمهم من الأشواك ، بل تراهم ساعين نحو تشذيب شوائبهم وتهذيب مدنيتهم .
وقد أفاق الشرق اليوم من غفلته . وتنبّه من سِنته ، و طفق يقلّد مدنية الغرب ، كما قلّد الغرب مدنيته من قبلُ.
غير أن السير ضعيف ، والسعي بطيء , وأكثر المقلّدين لم يتمسك إلا بقشور التمدّن ، تاركاً لبابه ، فما يدرسونه ، إنما هو نظريات لا تسمن ولا تغني من جوع ، والعلم إنما هو العمل . وهؤلاء لا يعلمون [ لا يعملون ]. وفائدة العلوم الكونية ( أو العصرية ) هو الوصول إلى ما وصل إليه الغربيون ، من إنشاء المعامل ودور الصناعات ، التي تدرّ على البلاد غنى و ثروة وتجتاح منها الفقر وتقصي على البؤس .
وهناك قوم ممّن يدّعون تقليد بني الغرب ، لم يقلِّدوهم في علم مفيد ، ولا عمل نافع ، وإنما قلّدوا فُسّاقهم و فاسدي الأخلاق منهم ، فلا يعرفون عن المدنية إلا إتباع الهوى ، والعمل بالمناكر ، والتفنّن في الأزياء , والتمسك بسافل العادات ، وتبذير الأموال في سفيه الأفعال .
فاحذر أيها الناشئ ، أن تفهم المدنية فهمًا لا ينطبق على حقيقتها ، فتخسر دنياك وآخرتك وتجتذب إلى جسمك الأمراض . وإلى عقلك الفساد .
وأعلم أن المدنية الصحيحة هي ما شرحتُ لك فتمسك بعُراها واعمل بمقتضاها ، تنل نفسُك العاقلة مناها و تفز بمشتهاها.
[img:1293]http://sokhna.malware-site.www/cooperation1[1].jpg[/img:1293]
التعاون
التعاون
كن عوناً لغيرك ، يكن غيرُك عوناً لك ، وأحبب الخير له يحبب الخير لك ، فالتعاون من الأمور التي يتبادلها الناس . و قلّ من لا يريد لك السعادة ، ولا يقدم على إعانتك ، إذا عرف منك أنك تودّ له ذلك ، وتسرع لمعونته إن دعت الحاجة إليها . اللهم إن كان ممن فسدت أخلاقهم ، و سفلت تربيتهم ، فكان ممّن يغضون عن مقابلة المحسِن بالإحسان ، فلا يمدّون إليه يد المساعدة ، ولا ينظرون إليه بطرف المروءة .
و كثيرا ما يدفع اللؤم بهذا الصنف من الناس إلى أن يجزوا من الحسنة السيئة، ويستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير . و من فعل ذلك كان ممّن صدق عليه الأثر : " اتقِ شر من أحسنت إليه " :
أقلّ مراتب التعاون أن تعين غيرك حرصا على أن تُعان ، متى احتجت إلى المعونة، وأكمل تلك المراتب أن تندفع في هذا الأمر ، و أنت غير آمل منه فائدة ، و لا راج منه عائدة ، بل إنك تقدم عليه لأنه فضيلة في نفسه ، و أثر صالح يحتذي الناس مثاله ، لتنمو روح التعاون بين الأمة ، فيكون من وراء نموها اجتماع القلوب وائتلاف المجموع ، واتحاد الأفكار ، و تقارب الميول .
وإن أحسنت إلى الأمة كلّها ، فقد أقمت في كل فؤاد من أفئدة أبنائها تمثالاً من المِقة ، و محرابا من المحبة يبقيان ما بقيت الأمة .
أفراد الأمة يحتاج كل واحد منهم إلى الآخر، فإن سلكوا سبيل التعاون ، و نصر القوي منهم الضعيف ، و خفّف الغني آلام الفقير ، و علّم العالم الجاهل ، و أرشد المهتدي الضال ، وأحبّ كل فرد لغيره ما يحبّ لنفسه ، وكان من وراء ذلك سعادة المجموع ، و نهوض الأمة من عثرة التخاذل ، و تنبّهها من فراش الغفلة ، و بعثها من مرقد الخمول , وليس التعاون قاصرًا على الأمور المادية فحسب ، بل هو عام و شامل للأمور المعنوية أيضا ، وهو فيها آكد منه في غيرها .
إن رأيت حائرا في أمره ، فأعنه بثاقب فكرك ، و أوضح له طريق رشده .
و إن وجدت محزونا فخفف عنه حزنه ، بما تلقيه عليه من دروس التسلية ، و ما تروح به الهّم عنه من كلمات التفريج ، وحتى تسري عنه ما ألم به ، و من هم و حزن .
وإذا ألفيت حائدا عن سبيل الهدى ، سالكا طريق الّردى ، تائها في مفاوز العمى ، فابذل الجهد لإرشاده بلين الكلام ، و الموعظة الحسنة ، و المعروف من القول حتى تحمله على سلوك الصراط المستقيم ، والتجمّل بالخلق الكريم .
على هذا درج السلف الصالح ، و في سنة التعاون المادي و المعنوي قد سلكوا . وما ضرّنا ، ضر الأمم قبلنا ، إلاّ إهمال هذا الركن الاجتماعي الركين .
فقد استبدلوا به قلوبا أصلب من الجلمد ، و أخلاقا ما لانحطاطها قرار ، حتى صار أحدنا للآخر عقربا لاسعة ، وأفعى لاذعة , وما بهذا أمرنا ، و لا لمثل ذلك خلقنا . لم نخلق أيها النشء ، إلا لنكون متعاونين على دفع ما يصيبنا من الشقاء ، متساندين في السراء والضراء ، عاملين على محو ما ينزل بالأمة من اللّأواء.
إنّ الأمة محتاجة إلى المعونة ، فمدوا إليها أيديكم . هي جاهلة ، فأعينوها بالعلم . هي فاسدة ، فأعينوها بالإصلاح . هي فقيرة ، فأعينوها ببذل المال ، لتفتح به المدارس ، و تنشئ المعامل و المصانع .
فإن فعلتم ذلك ، كنتم أبناءها البارين ، و رجالهما ، فتعاونوا على ذلك إن الله يحبّ المتعاونين
rouka- عضو فعال
- عدد الرسائل : 604
العمر : 28
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
مواضيع مماثلة
» التضامن و التعاون
» تقرير حول زيارة مركز الوقاية المدنية
» تلاميذ قسم الثالثة 8 في ضيافة رجال الوقاية المدنية
» تقرير حول زيارة مركز الوقاية المدنية
» تلاميذ قسم الثالثة 8 في ضيافة رجال الوقاية المدنية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت يونيو 18, 2022 12:32 pm من طرف Admin
» دوري رمضان المدرسي الأول لـ عمر بن عبد العزيز ترسيخ للتكامل بين الرياضة و الدراسة
الثلاثاء مايو 24, 2022 10:33 am من طرف Admin
» التلميذ هيثم البردعي رائد السرد و حامل مشعل إعدادية عمر بن عبد العزيز
السبت مايو 21, 2022 11:32 am من طرف Admin
» أبطال عمر بن عبد العزيز يتألقون في البطولة الإقليمية لإلعاب القوى
الثلاثاء مايو 17, 2022 10:17 am من طرف Admin
» رَائدات ورُوّاد عمر بن عبد العزيز للّغة العربية في حضرة محمد عابد الجابري
الإثنين مايو 16, 2022 7:15 pm من طرف Admin
» رُوّاد عُمر بنُ عبد العزيز للُّغة العَربية يَتأهَّلون للإقصائيات الإقليمية
الثلاثاء أبريل 26, 2022 5:54 pm من طرف Admin
» صغار عمر بن عبد العزيز يواصلون تألُّقهم رغم الإقصاء
الأحد أبريل 03, 2022 6:45 pm من طرف Admin
» فريق ثانوية عمر بن عبد العزيز الإعدادية لألعاب القوى يحصد سبع ميداليات جديدة
الخميس مارس 31, 2022 11:46 am من طرف Admin
» صغار عمر بن عبد العزيز يخطفون الكأس ( صور )
السبت مارس 12, 2022 8:39 pm من طرف Admin
» ثانوية عمر بن عبد العزيز تحتفل بعيد الاستقلال
الخميس نوفمبر 19, 2020 4:17 pm من طرف Admin