التدخين و مضاره

الحقيقة إن جهل الإنسان بمضار التدخين يجعله يهمل أو بالأصح يتجاهل التفكير في هذه العادة السيئة ، رغم أن الجهل لم يعد عذرا لأحد فالجيل الجديد يقبل على هذه العادة رغم معرفته بالأدلة الثابتة على ما يرتبط بعادة التدخين من أخطار وعواقب وخيمة ويضع قدمه في طريق الهلاك بنفسه دون شعور.
وقبل أن نتطرق لمضار التدخين على المتواجدين مع المدخنين أود أن أوجه أنظار شبابنا الأعزاء بالأخص إلى نقطة هامة ، وهي أن الطهارة والتنزيه والتقديس في جميع الشئون من خصائص الأطهار فإذا أصبح الإنسان طاهراً في جميع المراتب يصبح مظهراً لتجلي الأنوار الباهرة ، فإن قنوات الري يجب أن تنظف أولا ثم تتدفق فيها الماء العذب ، لأن العين الطاهرة والمشام النقية تستطيع أن تشم الرائحة الفائحة الزكية ، و النصائح المذكورة في الكتب السماوية شُبهت بالماء كما جاء في القرآن الكريم " وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا"

اذاً التعاليم الإلهية فيض سماوي وسبب للرحمة وطهارة قلوب البشر، أي أن التنزيه والتقديس والنظافة الظاهرية لها تاثير على الروحانيات وتكون سببا لعلو شأن الإنسان مثل الألحان البديعة الجميلة رغم أنها اصوات وعبارة عن تموجات هوائية إلا انها تؤثر على عصب الصماخ فإن تموجات الهواء شئ عرضي وقائم بالهواء ورغم ذلك نجد أن له تأثيرا على الروح ، المقصود من الكلام أن النظافة والطهارة مقبولة لدى الله ، فما دام أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يبعد الإنسان عن كل ما هو مكروه ومذموم نظرا لمضاره عليه فمن جملة هذه المكروهات التدخين ذو الرائحة الكريهة التي ثبت للجميع مضاره

التدخين ليس هو إلا استنشاق الدخان الناتج عن احتراق أوراق التبغ والمحمل بعدد كبير من المركبات الكيماوية الضارة لجسم الإنسان والتي تصيب الجسم بعديد من الأمراض وتجعل الأعصاب رخوة ويحرم الدماغ من الشعور والإحساسات الروحانية بالاضافة الى إهدار الأموال لاعتباره نوع من الإسراف والتبذير ، قال تعالى " إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا "

فمحاربة ومكافحة هذا الداء أمرضروري جدا للاسباب التاليه :
التبغ وامثاله نوع من السموم
بوابة العبور إلى كل أشكال الإدمان الاخرى من كحول ومخدرات،
السبب الرئيسي لكثير من الحرائق
تبذير والاسراف مذموم كما ذكر لانه يعني تحويل المال الى شراء التبغ وحرمان الاسرة من احتياجاتها الضرورية .
لدخان السجائر علاقة بزيادة ظهور التجاعيد على جلود الرجال والنساء لانه يعمل على تدمير عناصر الانسجة الضرورية لسلامة الجلد . وقد نشرالكثير عن مضار التدخين

التدخين بطبيعته عمل لا تتوقف آثاره على المدخنين فقط بل ننضاعف أضراره البالغة واخطاره الجسيمة المدخن ليشمل الذين يستنشقون دخان السجائر من المحيطين به من زوجة وابناء في المنزل واصدقاء وزملاء في العمل . فمن أنفاس السيجارة التي يستنشقها المدخن تنبعث ادخنة تحتوي على سميات عالية تلوث الهواء وتكون اخطر تاثيرا على غير المدخن الموجود في المكان نفسه وعلى كل المتواجدين والتلوث مضاد للنقاء والنظافة وهما قيمتان يحرص عليهما الدين .

يمتد خطر التدخين ويزداد على غير المدخنين لتعرضهم للاصابة بسرطان الرئه ثلاثة اضعاف المدخنين ويتفاقم الخطر اذا كان المدخن شخصية عامة يعرفها الاخرون ويتاثرون بها ويتخذونها قدوة لهم ويحاكون سلوكياتها بدافع من الاعجاب .

فالتدخين ليس مجرد مرض بل سلوك مكتسب يجب أن نتعلم عدم اكتسابه ومما لا شك فيه أن التدخين يؤثر على نمو الجنين للمرأة الحامل ذلك لان القطران وغاز أول اكسيد الكربون ينتقل عبر المشيمة مما يزيد من معدلات الإجهاض وولادة أطفال ناقصي النمو أو أطفال مشوهين أو معاقين عقليا . لا اقول هذا الكلام لكي تتشائموا أو تقلقوا إنما لضرورة معرفة عواقب السلوك أو العادة المضره

ولا اتصور أن المدخن بمعرفته لهذه الحقائق وإن كانت معروفه للجميع يحب أن يضر أو أن يفكر لمجرد التفكير أن يكون طفله القادم وولي العهد من المشوهين أو المعاقين ( لا سمح الله )
أما احتمال اصابة الشخص المدخن نفسه فاحتمال اصابته بامراض عديدة سوف تنقص من العمر الافتراضي ما بين 10 – 15 سنه ولا أظن أنه يتمنى أن تترمل زوجته قبل الأوان
لا شك أن الحياة والموت بيد الله عز وجل ولكنه سبحانه وتعالى ينصحنا أن لا نلقي بانفسنا إلى التهلكة .

يجب علينا ان نتشاور مع المدخن في كل عائلة اي كان زوج ابن اخ زوجة ابنه اخت في مستقبل حياتنا وحياة أطفالنا وحياة المدخن نفسه من جراء هذه العادة ولا شئ وراء الاقلاع عن التدخين سوى بالارادة وادراك المضار التي تلحق به وبعائلته من التدخين

قد يكون الاقلاع عن التدخين دفعة واحدة صعبا ولكن بتقليل كمية السجائر يوميا ثم تدخين جزء من السيجارة او استعمال الفلتر ثم التغيير الى سجائر تحتوي على نسبة اقل من القطران و النيكوتين ثم الاقلاع التام عن التدخين ، والى حين ان يتبع خطواته الجاده في ترك هذه العادة السيئة فعلى المدخن ان يدخن في مكان مفتوح مبتعدا عن من يلازمه سواء افراد اسرته او غيرهم حفاظا على سلامتهم

وليتذكر المدخن دائما ان الملايين استطاعوا الاقلاع عن التدخين بنجاح وليتذكر ايضا ان الملايين قد لقوا حتفهم نتيجة التدخين .

وليوقن المدخن بان الاقلاع عن التدخين يعيد للانسان حيويته وتزول المخاطر التي تهدد صحته تدريجيا بحيث يتساوى بالفوز بالحياة والصحة مع غير المدخنين

والاقلاع عن التدخين فوائد عديدة
يساعد على الشعور والظهور بشكل افضل .
تتحسن الصحة وتزول الامراض كالسعال والرشح تدريجيا
التنفس يكون اكثر سهولة فلا ينقطع عند القيام باقل مجهود وذلك لخلو الرئة من الدخان ، وستطيع الانسان تعود الطاقة للجسد مزاولة التمارين البدنية والرياضة لفترة اطول
تتحسن حاستا الشم والذوق ويصبح رائحة النفس والفم ألطف وتزول رائحة الدخان عن الشعر والثياب ومن المنزل والسيارة كما تزول البقع عن اليد والاسنان .

تمنياتي ان يتوفق المدخن بالعزم والارادة لترك هذه السموم تدريجيا و دعواتي لكل المحيطين به أن تمر أيامهم بسلام في جو نظيف غير ملوث .