موقع ثانوية عمر بن عبد العزيز الإعدادية
عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل فتفضل بالانضمام إلينا و استفد من هذا المنتدى و شارك معنا بمساهماتك القيمة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع ثانوية عمر بن عبد العزيز الإعدادية
عزيزي الزائر إذا كنت غير مسجل فتفضل بالانضمام إلينا و استفد من هذا المنتدى و شارك معنا بمساهماتك القيمة
موقع ثانوية عمر بن عبد العزيز الإعدادية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إعلانات
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» حُلمُ هيثم البردعي يتحقق بالفوز في مسابقة رُوَّاد اللغة العربية
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالسبت يونيو 18, 2022 12:32 pm من طرف Admin

» دوري رمضان المدرسي الأول لـ عمر بن عبد العزيز ترسيخ للتكامل بين الرياضة و الدراسة
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالثلاثاء مايو 24, 2022 10:33 am من طرف Admin

» التلميذ هيثم البردعي رائد السرد و حامل مشعل إعدادية عمر بن عبد العزيز
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالسبت مايو 21, 2022 11:32 am من طرف Admin

» أبطال عمر بن عبد العزيز يتألقون في البطولة الإقليمية لإلعاب القوى
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالثلاثاء مايو 17, 2022 10:17 am من طرف Admin

» رَائدات ورُوّاد عمر بن عبد العزيز للّغة العربية في حضرة محمد عابد الجابري
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالإثنين مايو 16, 2022 7:15 pm من طرف Admin

» رُوّاد عُمر بنُ عبد العزيز للُّغة العَربية يَتأهَّلون للإقصائيات الإقليمية
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالثلاثاء أبريل 26, 2022 5:54 pm من طرف Admin

» صغار عمر بن عبد العزيز يواصلون تألُّقهم رغم الإقصاء
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالأحد أبريل 03, 2022 6:45 pm من طرف Admin

» فريق ثانوية عمر بن عبد العزيز الإعدادية لألعاب القوى يحصد سبع ميداليات جديدة
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالخميس مارس 31, 2022 11:46 am من طرف Admin

» صغار عمر بن عبد العزيز يخطفون الكأس ( صور )
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالسبت مارس 12, 2022 8:39 pm من طرف Admin

» ثانوية عمر بن عبد العزيز تحتفل بعيد الاستقلال
تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Emptyالخميس نوفمبر 19, 2020 4:17 pm من طرف Admin

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 80 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 80 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 289 بتاريخ الجمعة نوفمبر 15, 2024 5:55 pm
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط موقع ثانوية عمر بن عبد العزيز الإعدادية على موقع حفض الصفحات


تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”

اذهب الى الأسفل

تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”  Empty تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه”

مُساهمة من طرف Admin الخميس نوفمبر 28, 2013 9:06 pm

فيما يلي تتمة قصة الجراد كما وردت في مصدرها : “ البحر لا ماء فيه” :
وما كاد ينتهى المبروك من إيضاح فكرته حتى كانت التعليقات الساخرة ، ترتفع من كل
مكان فى هذا الجمع الصغير…هذا جيش . جيش من الجراد . ليس جرادة ولا جرادتين .
جيش بالملكة التى تحكم عرشه .
وهمهم الجميع فى سخرية . وانتهز الفقى مصباح هذه الفرصة فرجع يذكر الجماعة برأيه
الأول قائلا بأنهم يجب أن يسرعوا من الآن بالذهابإلى ضريح سيدى أبو قنديل ، شيخ الأولياء
والصالحين .
وفى هذه اللحظة كان الظلام يستحكم أكثر فأكثر . وكثير من الأطفال أتوا يستدعون آباءهم إلىالعشاء . . وقالت لك أمى العشاء برد .
وكان المبروك يشعر بأن الجماعة لم يتمعنوا جيدا فى الرأى الذى قاله . . وكان يهم
بتوضيحه أكثر…
اسمعوا يا إخوان . .
واستمر بعد أن هدأت الضحية
حسب ظنى يا رجال ، كلام المبروك لا يخلى من صواب .
لكن هذا جيش من الجراد الذى إذا انتشر فى الجو حجب السماء عن الأنظار . ويريد المبروك من هؤلاء المجتمعين الذين لا يزيدون عن الخمسين نفرا جمع الجراد والقضاء عليه . هذا هو
المستحيل بعينه .
وأطرق الشيخ مسعود برأسه قبل أن يقول .
ولماذا هؤلاء الخمسون نفرا فقط؟ لماذا لا تخرج القرية كلها بكبارها وصغارها ، العجائز والكهول والأطفال والنساء والشباب ، ويشارك الكل فى عملية جمع الجراد وران سكوت . .
فقد فتح الشيخ مسعود نافذ ة جديدة على اقتراح المبروك بقوله هذا … كان واضحاً أنهم الآن
يراجعون أنفسهم حول اقتراح المبروك .
وكان أول الرافعين رأيه التأييد الحاج سالم .
وأنا كذلك أقول … . أن رأى المبروك ليس به عيب وتوالت التأييدات .
والله صحيح ، لماذا لا نجرب هذا بالليل ، وإذا لم تنفع لجأنا بالنهار إلى فكرة الحاج سالم .
ونضرب عصفورين بحجر . نقضى على الجراد من جهة . ومن جهة أخرى نتحصل على أكل
أطفالنا ليومين أو ثلاثة .
شخص واحد فقط . هو الفقى مصباح رفض بشدة هذا الاقتراح المجنون… حيث قال . أنتم مجانين ، لا شك أنكم جميعاً مجانين .
ثم دق الأرض بعصاه ، وغادر الجماعة غاضباً . كان واضحاً أن يتعجب لهؤلاء القوم الذين
يتركون رأيه الرزين… ويتبعون اقتراحاً مجنوناً يقوله طفل صغير كالمبروك . وانفض الجميع… . .
وفى أول ساعات السحر … تماما … عندما كان ديك فى مكان ما يؤدون وكلب ينبح النجوم .
وعواد ذئب حمله الريح . من مكان بعيد بعيد . فى هذا الوقت تماما كان الطرف الجنوبى من
القرية يشهد لقاءا من نوع لم يعرفه التاريخ الاجتماعات فى هذه القرية من قبل .
كان عددهم كثيراً … كثيرا جدا … وقد عبر عاشور فعلا . عما يدور فى أذهان الجميع عندما
قال أنه لم يكن يتصور أن القرية تضم ذهاء العدد الكثير من الناس .
وكانت الصفة الوحيدة التى تجمع بينهم هى هذا الشوال الفارغ ، والملقى على كتف كل واحد منهم أما فيما عدا ذلك فهم خليط عجيب من الرجال والنساء والعجائز الذين تحنى السنون هاماتهم والأطفال الذين لم يمنعهم الليل ولا البرد من أن يتقافزوا هنا وهناك .
وكانت واحدة من النساء قد أحضرت معها طفلها الرضيع وعامر أتى يركب حمارة . أما عبد
النبى فقد أحضر معه عربة اليد الصغيرة ليضع بها شوالين أو ثلاثة من الجراد وكان عدد من
الكلاب يهرول فى أعقاب ركبهم . . يشكل ذيل طويل للركب .
وسار رك بهم الكبير يختلط فيه نباح الكلاب . مع نهيق الحمار مع صليل عربة اليد الصغيرة . مع
الصوت الصادر عن أقدامهم التى تضرب عبر الأرض الواسعة .
ورغم أن الربيع يوشك على الفوات … إلا أن النسمات فى هذه الساعة من السحر … باردة باردة ، بحيث تجعل وجوههم تلتهب وأذانهم وأن وفهم تحتقن وتحمر . أنهم يشعرون بهذه النسمات محملة بعبير أشجارهم ومزروعاتهم بل كان واضحاً أن كل فرد يضمه هذا الجمع يميز الآن فى هذا العبير… رائحة شجيرات البرتقال فى بستانه . أو سنابل الحنطة فى حقله . أو البلح فى شجيرات نخلة ولم يكن ثمة قمر يضيء المكان عندما كانوا يسيرون . إلا أن النجوم التى تلمع كأنها عيون السماء . . ما يزال ضوءها يبدد شيئاً من الظلمة .
أما عندما وصلوا المكان الذى ينام فيه الجراد فإن أعمدة الفجر النورانية التى يفجر بها الأفق
كانت كافية لتنير أمامهم المكان بحيث يستطيعون جمع الجراد بسهولة .
وكان هذا الأفق يبدو أحمراً ملتهبا . . كان يبدأ حمرته من رئوس القرون الضاربة الى الزرقة ثم
يتصاعد بها حتى تتلاشى فى السماء السوداء وكان التهاب هذا الأفق فيه حيوية ونبض وحركة
. حتى ليتهيأ لك أن نارا إلهية هائلة تستعر خلف هذه القرون . تجعل الأفق يلتهب بهذه الصورة
وكان الجراد قد اختار لنومه هضبة عريضة انتشر فوقها . كان يبدو تحت أضواء الفجر وكأنه حقل كبير لا ينتهى من سنابل الحنطة المصفرة فى لون الذهب التى حان أوان حصادها .
وكانت لحظة البدء فى العملية…
وابتدأ القوم يستعدون . خلع الرجال عباءاتهم ورموها فى أكوام متفرقة . وربطوا الأحزمة حول
بطونهم . وشمرا سواعدهم السمراء التى ينزرع فوقها الشعر . وأصحاب السراويل الفضفاضة
شمروا عن سيقانهم أيضاً واختارت أم الرضيع مكاناً أمينا تحت شجرة صغيرة وضعت فيها ابنها
بعد أن قبلته ولفته فى أسماله الكثيرة بعناية .
ووضع عامر القيد فى قدمى حمارة الأماميتين وتركه يأكل العشب . وكان بعضهم قد أحضر معه
مطرة الماء … ونساء أخريات كن يحملن معهن أكياس صغيرة بها أرغفة من الخبز أتين بها
احتياطا لصرخات الأطفال التى ربما تعلو مطالبة بالطعام . كلها وضعوها فى أماكن متفرقة .
وكان كل ما فى المكان يوحى . . بأن عملا عظيما خارقا سيشهده هذا الفجر .
ولم يحتر القوم من أين تكون البداية … فقد ابتدءوا من سفح الهضبة . . هكذا بانتظام . على أن
يواصلوا الصعود تدريجيا . . هكذا بانتظام . على أن يواصلوا الصعود تدريجيا … وعلى امتداد الهضبة امتد الحشد الكبير فى خط ر مستقيم وكان اتفاق بأن كل واحد عليه أن يمضى فى جمعه للجراد عبر خط مستقيم أمامه .
وجلس الجميع على أركابهم فوق الأرض . .
وامتدت الأصابع صغيرة وكبيرة . . خشنة وناعمة . . تزج بالجراد داخل خيش أفواهها مفتوحة
. . ابتدأ القوم عملية الإبادة للذى كان مقدراً أنه سيبيدهم عندما تشرق شمس هذا اليوم .
الكل انهمك فى الجمع بهمة لا تقاوم . غير آبهين للأشواك ورؤوس الأحجار المدببة التى ربما
أدمت أيديهم . ولا للحشرات والعقارب المنكمشة من البرد التى ربما جمعوها فى غمرة
اندفاعهم… كل ما يهمهم الآن هو أن هذا الجراد الذى أمامهم يجب أن يجمعوه فى أسرع وقت
ممكن . وقبل أن تكبس عليهم الشمس .
وكان الأطفال يجرون عبر منطقة الجراد إلا أنهم سرعان ما يخرجون مذعورين على أثر
الصيحات التى تركض إليهم زاجرة ناهرة . وأمى سعيدة العجوز لم تسكت عن الصياح بأنهم
يجب أن يعثروا على ملكة الجراد قبل أى ش يء آخر والغناء يرتفع من أماكن متفرقة فى هذا الخط البشرى الطويل .
كان بعضهم يغنى أغانى الحصاد . . وبعض الشيوخ ارتفعت عقائرهم بالهجاء الذى كانوا يقولونه
أيام حربهم للطليان وكأنه ثمة رابطا بين الحرب وبين ما هم فيه الآن .كانت أصواتهم ترتفع . .
إحنى نحاربوا والغير … بينا … بينا . على بلادنا والله لا ولينا…
هاولاد يازين . . هاولاد .
وفى مكان آخر يرتفع غناى جماعة فى صوت واحد . . كانوا يغنون . . يا قمر فى العالى …
فى العالى . سافرى وتعالى … وتعالى . .
حتى الأطفال الذين يدرسون بمدرسة القرية اكتشفوا أنه فى هذه اللحظة من الفجر … فى هذا المكان الشاسع سيكون الغناء شيئاً جميلاً وحلواً . فما لبثت أصواتهم الصغيرة أن ارتفعت بغناء أخرى نشيد حفظوه فى المدرسة . أما الصغار جدا الذين لا يعرفون أناشيد المدرسة ، لأن
أعمارهم مازالت لم تسمح بدخولهم إليها … فقد اكتشفوا أن شيئاً ما يختفى فى الوهاد القريبة يردد مع القوم الغناء فى صدى جميل … مما جعلهم يرهفون آذانهم . . ويفتحون أعينهم الصغيرة السوداء فى انبهار . . ثم يصيحون فى صوت واحد
هو . . هووووو . . هووووو وعندما كان يرد الصدأ .
هو … هوو … هووو
كانوا ينظرون بعضهم إلى بعض فى دهش ة… ثم يضحكون ويصفقون فى فرحة عارمة . .وكأنهم عثروا على أعظم اكتشاف فى العالم .
كان الجراد ساكنا هامدا كأنه ميت .وكان الخط البشرى الطويل يتقدم باستمرار . كان أحياناً يبدو منصرماً . وأحيانا متعرجا . وفى أحيان أخرى يستقيم حتى أن الجراد يبدو أمامه وكأنه بس اط كبير عريض يطويه هذا الطابور الطويل .
وكل واحد منهم كان يود لو يتمكن من توسيع الرقعة المخصصة ليجمع جراداً أكثر . وحتى عندما
امتدت يد مزارع عجوز إلى الجراد الذى أمام عمران ، كادت تحصل مشادة بين الاثنين ، لولا أن
المزارع العجوز سحب يده فى الوقت المناسب .
وبعض الشيوخ الموجودين كانوا فى أزمان بعيدة من ضحايا الجراد . . يستبد بهم الآن شعور
غريب بأن ينهم وبين هذا الجراد ثارا قديما . . مما يدفعهم للجمع بغلى ولهفة وعنفوان . وفى
أعماقهم فرحة ، بأنهم الآن يردون الثأر . ينتقمون لنكبات سببها الجراد .
وكانت أصوات كث يرة ترتفع بين الحين والأخر تطالب القوم بمضاعفة النشاط . . وكان أكثرها
الحاحاً صوت الشيخ مسعود .
أسرعوا يا رجال . . انشطوا يا رجال
كان يقول يا رجال … والفجر يشهد أن نصف هذا الخط البشرى الطويل يشغره نساء وأطفال .
وكانت الهضاب وهى تردد صوت الشيخ مسعود ، تبدو وكأنها تبعث بتأييدها للعملية التى تجرى الآن .
وفى إحدى زوايا الخط لعبت النشوة بأنفار سبعة من بينهم عاشور . فاتفقوا على أن يجروا فيما
بينهم سباقاً حول من منهم الأول الذى يسبق بالوصول إلى قمة الهضبة حيث نهاية الشوط …
ويكسب الرهان ورغم أن الأنفار الستة الذين مع عاشور كانوا يجهدون أنفسهم لدرجة أن حبات
العرق كانت تنبثق على جباههم رغم برودة الجو … فإن عاشور الذى سبقوه فى بداية الأمر …
سرعان ما وجدوه يقطع شوطاً كبيراً أمامهم ثم إذا به يصل إلى نهاية الشوط … ويكسب الرهان
كان عاشور فى الخط الطويل بأكمله . . أول من وصل نقطة النهاية .
وصاح عاشور فى أعلى الهضبة . . وهو يرفع كلتا يديه فى حماس هاى … هاى . . هاى .
كان واضحاً أن شعوره فى هذه اللحظة شعور قائد عظيم ينتصر فى أعنف معاركة الحربية .
وتوالى من بعده وصول الآخرين . . . وأكياسهم مليئة بالجراد .
وقبل أن تطل الشمس من خ لف القرون البعيدة . . حتى كان آخر من تبقى من الجماعة قد أكمل نصيبه .
ووقفوا بجمعهم الكبير فوق الهضبة يشهدون هذه المعجزة التى تمت على أيديهم . . وفى قلب كل واحد منهم فخر بأنه أحد الذين تمت على أيديهم المعجزة . لذلك فهو يبتسم فى سرور .
كانت الهضبة حمراء . لم يتبق من ذلك الجراد الذى كان يغطيها سوى عدة جرادات تتقافز هنا
وهناك وقد راح بعض من الأطفال يتقافزون وراءها .
وكان الحاج سالم ينظر إلى الأرض الحمراء . وما فتأ يردد أنه حتى الآن لا يصدق كيف تم الذى
تم . وكان النساء يستعجلن الساعة التى سيصلن فيها القرية . حيث يقمن بسلق الجراد فى (حماميس) سوداء ويقلن فى كل عملية سلق . .
حلالك ، ملالك ، سكينك فى نارك ، بسم الله والله أكبر .
ولسوف يسترحن من دوشة أطفالهن بالمطالبة فى كل لحظة بالخبز الذى فى الغالبما تكون
أرغفته المعدودة قد نفذت . سيكتشف هؤلاء الأطفال أن الجرا د طعمه لذيذ . حتى عندما يذهبون إلى المدرسة لن تكون فى شنطهم الصغيرة التى تخب متدلية من خيوط على أكتافهم كسرات من الخبز … بل ستكون عامرة بحفنات من الجراد المسلوق!
ويرجع أهل القرية الصغيرة . . الأكياس مليئة بالجراد على أكتافهم وأظهرهم . . والفرحة فى
قلوبهم وعلى وجوههم . . حتى خطواتهم تبدو فرحانة … فقد كانوا يمشون وكأنهم يرقصون .
وكان عبد النبى يمسك بعربة اليد الصغيرة المشحونة بثلاثة أكياس من الجراد … ويجرى بها
خلف الأطفال ويصيح وهو يقلد السيارة - بيب… بيب . .
فيكركر الأطفال…
حمار عاشور يخب وكأنه هو الأخر فرحان . . حتى الرضيع الذى كانت تحمله أمه على ذراعها
كان بكاؤه يبدو جميلا كالغناء وعاشور كان يتندر بالجماعة الذين كسب منهم الرهان .
وجميعهم… كانوا يضمون قلوبهم على الشوق الذى يحملونه لقريتهم الجميلة الوادعة التى تتراءى
أمامهم . . كاجمة خضراء غارقة فى أضواء الصباح .والشمس تشرق عليهم من بعيد . . تجعل ظلالهم . . طويلة . . كأنهم عمالقة ، وأحيانا كانت تتجمع ظلالهم فى ظل كبير طويل يتقدم إلى الأمام … كأنه ظل إنسان واحد لم يعرف العالم أكبر منه . . ولا أعظم منه .
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد الرسائل : 199
السٌّمعَة : 18
تاريخ التسجيل : 26/02/2008

https://omar.ahlamountada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى