هذه حقيقة «مسار» الذي أثار الجدل في الأوساط التعليمية

البشير ايت سليمان || أثار تنزيل منظومة «مسار» للتدبير المدرسي جدلا واحتجاجات في بعض المؤسسات التربوية عبر المملكة، رغم أنه مجرد نظام إلكتروني لتيسير بعض العمليات التربوية داخل المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية.
الاحتجاجات على «مسار»، خصوصا من طرف التلاميذ، بدا غريبا بالنسبة للإدارات التربية للمؤسسات التعليمية، ذلك أنه لا تربطهم علاقة مباشرة بالبرنامج.
ويعتبر متتبعون للشأن التعليمي أن ما أثار حفيظة الرافضين لهذه المنظومة هو ما كان رائجا في السابق في بعض المؤسسات التعليمة من "تلاعب بنقط المراقبة المستمرة ونقط الامتحانات، وتورط بعض الأطر التربوية وبعض أطر التدريس في ابتزاز التلاميذ وأولياء أمورهم واستغلال مكانتهم الاعتبارية والتربوية لمنح النقط حسب الهوى ودون أي استحقاق".
ويرى واضعو البرنامج المعلوماتي الجديد أنه جاء لمحاربة هذه الظواهر، حيث لم يعد بإمكان هيئة التدريس حساب معدلات المراقبة المستمرة، ونقط الامتحانات الإشهادية، عكس ما كان سائدا في السابق.
وفي البرنامج الجديد، تقتصر مهمة الأستاذ بمعية الإدارة التربوية بمسك نقط المراقبة المستمرة ونقط الامتحان الموحد (التي يحصل عليها التلميذ في الفصل الدراسي، وهي التي كانت تمنح للأستاذ في السابق مساحة تدخل واسعة) بينما يتكلف برنامج "مسار" بحساب المعدلات النهائية، واستخراج النقطة النهائية وورقة المعدلات الأخيرة. بشكل أوتوماتيكي.
"مسار" يمنح أيضا لأولياء أمور التلاميذ، من خلال ولوج البوابات الإلكترونية للمؤسسات التعليمية، من معرفة مواعيد فروض المراقبة المستمرة واستعمالات الزمن الخاصة بأبنائهم، وكذا الحصول على النتائج الدراسية لبناتهم وأبنائهم وتتبع تحصيلهم الدراسي في أفق تحسين آدائهم، حسب بلاغ للوزارة، وهو ما لم يرق بعض التلاميذ
ويرى مهتمون أنه رغم ما يعتري البرنامج من نواقص، منها على سبيل المثال التأخر الحاصل في تعميمه على المؤسسات التعليمية، وافتقار أغلب هذه المؤسسات للربط بالشبكة الشبكة العنكبوتية، إذ تعمل أغلب الأطر بالربط بالشبكة اللاسلكية من مالهم الخاص، ثم ضعف التكوين الذي صاحب تعميم هذا البرنامج، (يرون) أن كل هذه النواقص لا تنفي أهمية البرنامج في تعويض برنامجي GALY بالثانويات التأهيلية و GEXAWIN بالثانويات الإعدادية.