الله وكلمته

من طرف **fatima zahrae zemouri** السبت سبتمبر 20, 2008 4:46 pm

لقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ، بكلِّ وضوح وجلاء، أنْ نقرأ كلمته، ونتأمَّل فيها، ونُعلِّمها لأسرنا وأحبَّائنا. وجاء في كلمة الله المقدَّسة أنَّ مَن يقرأها ويُطيع ما ورد فيها، يُباركه الله حقَّ بركته، ويمنحه تقوى لا توسع. وجاء في صحف الأنبياء: «لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفَّز للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنَّك حينئذ تُفلح». (سفر يشوع 1:.

ويُحذِّر الله سبحانه وتعالى نفسه تحذيراً مُخيفاً كلَّ من تُسوِّل له نفسه تغيير «كلمته». وورد في الإنجيل الشريف، [سفر الرؤيا 22:18 ـ 19] ما نصُّهُ: «إنِّي (أُحذِّر) كلَّ من يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان أحد يحذف من أقوال هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المُقدَّسة ومن المكتوب في هذا الكتاب».

وفي القرآن الكريم أيضاً تحذير لمن يُحاول تغيير «كلمة الله». وقد ورد بوضوح لا غبار عليه، أنَّ الله قويٌّ، وكلمته غير قابلة للتغيير والتبديل. جاء في سورة الأنعام آية 115: { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }. وجاء في سورة يونس { الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [الآيتان: 63، 64]. وورد في سورة أهل الكهف آية 27: { وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا }.

ولما كان من غير الممكن تبديل كلمة الله كما جاء في التوراة والزبور والإنجيل على حدٍّ ما جاء في القرآن الكريم، سورة المائدة، الآية 68: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

فلو كان مُستلِم الوحي الأوَّل (أو الكتب المقدَّسة) قد أفسد متن هذا الوحي، لكان ذُكِرَ في القرآن الكريم. لذا، فمن الواضح الجليِّ أنَّ الكتب المقدَّسة السابقة لفترة تدوين القرآن الكريم، تُعتَبَر كمرشدٍ أمين، جديرٍ بالثقة، يُعوَّل عليه كليّاً، ككلمة الله. فلقد كان عمر الإنجيل آنذاك ستمائة سنة، وعمر التوراة حوالي ألفي سنة. إنَّ المخطوطات القديمة المُتداولة قبيل زمن النبيِّ محمد (عليه السلام) تُؤيد الرسالة الحالية الموجودة في الكتب المقدَّسة. ولقد حُفظت هذه الكتب المقدَّسة من غير تحريف أو تبديلٍ، بقوَّة الله وسلطانه الأبدي. وحُفظت مخطوطات كتب الله بلغاتها الأصلية في مختَلَف المتاحف وخزائن الكتب إلى يومنا هذا.

وثمَّة أكثر من خمسة آلاف مخطوطة لكلا العهدين (أي القديم والجديد)، باللغات الأصلية، إلى جانب ترجماتٍ لصحف التوراة والأنبياء والإنجيل «أي العهد القديم والعهد الجديد» معروضة في المكتبات، ليراها الجميع. وقد بدَت قوَّة الله التي لا تُضاهى، مرَّة أخرى، في أنَّ آلافاً من ترجمات هذه الكتب، تتطابق مع المخطوطات الأصلية القديمة. وأنَّ هذه الآلاف مِنْ نُقُول التوراة والإنجيل والزبور، قد دُوِّنت قبل الهجرة بمئات السنين وما يزال طرف من هذه الكتب مُتيسِّراً بنعمة الله للقراءة. فحمداً لله لأنَّه صان الكتب التي أوحى بها، وهو ما يزال ـ عبر التاريخ الطويل ـ يُرسِل كلمته إلينا، ويُريدنا أنْ نفهم إعلانه لنا، لِنُدرك رسالته حقَّ إدراكها، ونُسلِّم له أُمورنا بطاعة كاملة لا غِشَّ فيها.

يضمُّ الكتاب المقدَّس أوَّلاً: العهد القديم : "أي التوراة" وتحتوي التوراة المصاحف التاريخية السابقة لزمان سيِّدنا عيسى المسيح، وكتب الأنبياء والزبور.
ويضمُّ الكتاب المقدَّس ثانياً: العهد الجديد:
: "أي الإنجيل" ويضمُّ الإنجيل: بشارة الحواريين الأربعة متى، مرقس، لوقا، ويوحنا، وفق ما أوحيَ إليهم، وسفر أعمال الرسل (أي أفعال سيدنا عيسى المسيح من خلال رسله بعد رفعه إلى السماء)، وأوامر الله لجماعة المؤمنين ـ «بيت الله» ـ عبر رسائل موحاة موجهة إلى القادة الذين عيَّنهم للخدمة.
الحقيقة الجوهرية التي وردت في الكتب المقدَّسة.

الله واحد. وسيدنا عيسى المسيح هو «اُبن الله». ثمَّةَ وفرة من سوء الفهم لتعليم الكتب المقدَّسة حول هاتين النقطتين الهامتين. لقد صان الله تعالى اُسمه وكلمته عبر مئات من السنين ليحفظنا من الضلالة والبهتان. لذا، سنمتحن باُختصار ودقَّة ما تُعلِّمه الكتب المقدَّسة بهذا الشأن.